آية عباس فؤاد مسلم | لغة القرآن وآدابها |
الخلاصة
تقوم هذه الدراسة على استقصاء طبيعة الصورة الثقافيّة التي رسمها ثلاثة من المستشرقين لمكة المكرمة التي تمثّل قلب العالم الإسلامي في رحلاتهم لها لأسباب ودواع مختلفة، بوصف هذه الصورة تشكل المرآة التي نرى فيها أنفسنا وذواتنا كعرب ومسلمين من خلال الآخر المختلف/ غير العربي.
وقد امتدت الرسالة لثلاثة فصول وتمهيد يوضح مداخل الدراسة ومصطلحاتها، واضطلع كل من الفصول الثلاث بإيضاح نمط مختلف من أنماط الصورة التي كانت حيادية تقوم على الكشف والمعرفة عند ( آرثر جون وافل) ومغرضة عند (ليون روش) لقيامها على التبخيس والحط من قيمة الآخر عند هذا المستشرق المعروف بجاسوسيته وخدمته للاحتلال الفرنسي وبغضه للمقاومة العربية الإسلامية لهذا الاحتلال، وكانت طبيعة الصورة الثالثة تميل إلى (التحيّز) لصالح المكان وارتباطاته المتعلقة بعاداته ومعتقداته التي أعجب بها المستشرق الألماني(ليوبولد فايس) ومال إليها بعد أن تخلى عن ديانته الأولى معتنقا الإسلام، ومسميا نفسه (محمد أسد).
إن الدراسة التي اعتمدت الوصف والتحليل منهجا للوصول إلى نتائجها أكدت ارتسام صور مختلفة لمكة في كتابات الرحالة والمستشرقين، وهي صور معبّرة عن دوافع وغايات مختلفة، لكنها مرتبطة بأصحابها وبثقافتهم وبمواقفهم، وينبغي على الدراسات الأكاديميّة أن تتصدى لمعرفة المزيد من النصوص التي يكتبها الآخرون عن ثقافاتنا وآدابنا وعاداتنا وتقاليدنا.