قانون التسخير في القرآن الكريم دراسة تحليلية

ميادة وائل عباس الشريعة والعلوم الاسلامية

الخلاصة
انزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم دستورا للحياة, ونظاما ربانيا يلهم الانسان الطريق الصواب, عندما تختلط في وجهه المسالك وتخشاه فتن تعمي بصيرته عن رؤية الكون ومسخّراته, إنَّ القرآن الكريم ليس منجاة فحسب بل فيه منهج السعادة والترقي الى اعلى مدارج التمدن والتحضر, عن طريق التدبر والفهم لما جاء في القرآن الكريم من تكرار نعمة التسخير في مواضع كثيرة, وسياقات مختلفة فالقرآن الكريم يبصرنا بمهمتنا الكبرى في هذا الكون, بربط المسخّرات بعلاقات نحو اداء كامل ينتظم فيه من ذراته الصغيرة الى مجراته الكبيرة بما فيها الانسان, وهذه العلاقات والتبادل منتظم بين المسخّرات والانسان ولدت منها علاقة اوثق, وهي علاقه التسخير هذه العلاقة التي يجب على الانسان فهمها وكشف قوانينها المحركة لها, حتى يصل الى ادراك اعمق لحركة الكون والحياه من خلال كشف السنن ومعرفة الاسباب المودعة في المسخّرات, وهذه سلسله طويلة من العلاقات في حال اقفالها لا يمكن تصور اي قيمة للوجود الذي ما جاء إلّا أن يظهر ذلك الموجود وقدراته وخصائصه التي تخيّرهُ على غيره من المخلوقات, لذا جهّز الله سبحانه وتعالى الإنسان بمجموعه من الآلات التي تمكّنه من ادراك الخالق, عن طريق استشعار النعمة حتى يستطيع الوصول الى الاطمئنان, فكان لزاماً أن تتكامل سلسلة من العلاقات ويكون الخطاب للإنسان حَسُن وليس قبيح, فتلك المعطيات تؤكد على أنَّ الكون قائم على قانون فهو ليس وليد صدفة وإنّما قائم على نظام محكم لا يمكن أن يتخلّف عنها عنصر من عناصر الكون.