آيات الاحكام بين المعيارية والابداع -دراسة تأصيلية –

فاتن مظهر هادي الشريعة والعلوم الاسلامية

الخلاصة
إن آيات الأحكام والموضوعات الفقهية في القرآن الكريم ليست ما شملته تفاسير آيات الأحكام والكتب الفقهية فحسب ، فهناك عدد غير قليل من الآيات تُعد قواعد فقهية وقواعد أصولية ، أي إن آيات الأحكام لا تنحصر كما ذُكر في مواضع متعددة في المصنفات الفقهية والتفسيرية في خمسمائة آية منها فقط ، بل إن ما جاء في كتاب الله العزيز أكثر بكثير حتى في وقت شاعت فيه الدراسات التي تتناول البعد التشريعي وهي بالعشرات ، إضافة الى الأبحاث ذات البعد الفقهي التي ضمتها كتب التفسير ، لذا بات من الضرورة على الباحثين في الفقه القرآني وآيات الأحكام الرجوع الى القرآن الكريم للغوص في سبر بحوره مجددا ليستخرجوا من آياته ما لم يتوصلوا إليه من كنوز أحكامه ، وهذا ما ذهب اليه البحث .
وقد حاولت الباحثة في هذه الدراسة معرفة الظواهر العامة المرتبطة بآيات الاحكام ، كالأعداد الشائعة عند العلماء والفقهاء وتتبعت أقوالهم ، فمنهم المعياريين الذين استندوا على ضوابط معينة لفهم آيات الاحكام ، وتوقفوا عند عدد معين ، واستنبطوا منه أحكاماً شرعية ، ومنهم من ذهب الى الابداع في استنباطاته الفقهية ولم يقف عند عدد معين؛ وذلك لان النصوص متناهية والوقائع غير متناهية ، فجوهر الابداع في هذه الدراسة هي الإفادة من الأحكام المستنبطة من آيات القصص القرآنية وآيات الامثال ، اضافة الى آيات الاخلاق والإفادة من جميع آيات الذكر الحكيم .