ابتهال طالب حسين | الشريعة والعلوم الاسلامية |
الخلاصة
إن جهود المحقق الأردبيلي﴿قدس سره﴾ (ت 993هـ) اتصفت بالجهود العظيمة في مجال علوم القرآن الكريم، فقد كان معبراً عن منهج أهل البيت ﴿عليهم السلام ﴾ في علوم القران والتفسير, وكذا الجانب الفقهي قي بيان آيات الأحكام واستنباط الاحكام الشرعية منها, سيما جهوده الحثيثة في الجانب العقدي، إذ كان له شرح واف في جميع الجوانب وكان استدلاله في أبحاثه عليها بروايات أهل البيت ﴿عليهم السلام﴾، وفحص أسانيدها وتبيان صحيحها من ضعيفها فكانت جهوده تتصف بالموسوعية لشمولية علومه وتكاملها وإحاطتها لجميع فنون العلم والمعرفة.
ويعد البحث في جهود المحقق الأردبيلي ﴿قدس سره﴾ التفسيرية بحثًا متشعبًا، إذ تضمن قضايا ومسائل متفرقة كانت ذات طابع قرأني وتفسيري وكلامي واصولي وفقهي واخلاقي، وقد اتبعت الباحثة مناهج متعددة للخوض في هذه الدراسة فكان المنهج الاستقرائي والوصفي، ولم نكتفي بكتاب مجمع الفائدة والبرهان بل تعدى ذلك إلى مؤلفات المحقق الأخرى؛ لغرض توضيح كثير من آراءه التفسيرية، أو بعض المباني الفقهية والأصولية، وذلك عبر الدراسة والتحليل مع الاستعانة بآراء المفسرين الآخرين, إذ لا يمكننا الإحاطة بجهوده العظيمة غير أنه يمكن استخلاص بعض النتائج التي يمكن أن تؤكد على حيثية أن جهود المحقق الأردبيلي كانت تتسم بالإحاطة بجميع مباحث علوم القرآن والتفسير، فكان مبيناً لأحكام القران الكريم وتفسير آياته، وكانت آراءه وأبحاثه قائمة على الاستدلال، فما تطرق إلى حكم أو تفسير إلا وأورد له روايات عن أهل البيت ﴿عليهم السلام﴾ وكانت له مقارنات وتحليلات بين تلك الروايات نفسها عبر الترجيح الذي كان يلجأ اليه عند إيراد الروايات الكثيرة والمستفيضة في المسألة الواحدة فضلًا عن قيامه باعتماد المنهج التحليلي لنص الروايات كي يستخلص منها الرأي الأرجح في التفسير.