أثر الخطاب الديني في روايات أيمن العتوم

سماح علي جبار عباس لغة القرآن وآدابها

الخلاصة
يحظى الخطاب الديني بأهمية خاصة ناتجة عن توظيفه المكثف في الرواية العربية الحديثة؛ لأنه يقدم المنظومة الفكرية للمجتمع العربي بشكل عام، فالخطاب الديني جزء من هوية المجتمع، وحلقة وصل تربط الفرد العربي بماضيه وحاضره، وترسم جزءًا من مستقبله، ومن هذه المعطيات جاءت هذه الدراسة لتتقصى أشكال توظيف الخطاب الديني في روايات الكاتب أيمن العتوم، وذلك لأن رواياته أحدى النماذج العربية الحديثة التي تتنوع فيها الخطابات الدينية وتتشكل وفقًا لأيديولوجية الكاتب ونظرته إلى المقولات والقصص والأفكار المختلفة، ويتمثل الخطاب الديني من خلال توظيف التناص مع المرجعيات الدينية المتعددة، وبعد تقديم لأهم المصطلحات والمفاهيم التي تقوم عليها الدراسة تم رصد عدة اشكال لتوظيف الخطاب الديني عبر التناص، فقد يكون ذلك التوظيف مباشرا يعتمد على استحضار الألفاظ الصريحة كما في تناص العتبات، أو التناص النصوصي للمرجعيات الدينية المختلفة، أو قد يكون تناصا غير مباشر، يتمظهر فيه الخطاب الديني من خلال الفكرة أو الأسلوب، كما يتفرع إلى تناص المقولة أو المفردة الواحدة، ويصل إلى توظيف القصة الكاملة التي تتناثر جزئياتها في كتب مختلفة ومراجع دينية متباينة، ولا يتعلق الخطاب الديني بالتناص اللفظي فقط، بل يتصل بالتقنيات التي يستخدمها الكاتب كالزمن، أو طريقة قص الحكاية وحضور الراوي فيها، وكذلك درجة التبئير داخل النص الروائي وتعالقها مع الشخصيات الدينية، بالإضافة إلى دراسة تكوين تلك الشخصيات وتحولاتها التطورية وتنقلاتها في مستويات متعددة تتعاضد مع حبكة السرد وتطوراته، وقد ركزت هذه الدراسة على الجوانب الجمالية لهذه التوظيفات، وأثرها على المتن الروائي، والفاعلية الناتجة عن انفتاح النص على تأويلات جديدة ذات دلالات مختلفة عن المقاصد الظاهرة.