الجهود اللغوية في موسوعة الفروق اللغوية واللمحات البلاغية في الذكر الحكيم لفريق من علماء الأزهر (سورتا البقرة وآل عمران اختيارًا)

مثنى قاسم حسن لغة القرآن وآدابها

الخلاصة:
عنوان الدراسة: الجهود اللغوية في كتاب “موسوعة الفروق اللغوية واللمحات البلاغية في الذكر الحكيم” (سورتا البقرة وآل عمران اختيارًا).
تنطلق الدراسة في رحلة دقيقة لاستكشاف الفروق اللغوية بين كلمات القرآن الكريم، مدفوعة بضرورة مواجهة تحديات تفسيره المتأصلة في هذا النص المقدس، نظرًا لأن القرآن الكريم يهدي البشرية، فإنّ تعدد الآراء والتفسيرات المحيطة بنصه تُمثل غالبًا تحديًا كبيرًا لفهمه وتطبيق مضامينه. استجابة لهذا التحدي، تبرز “موسوعة الفروق اللغوية” كمنارة للعلم، إذ تقدم مستودعًا شاملًا للفروق الدلالية بين كلمات القرآن الكريم كُتبت بهدف نبيل لخدمة المجتمع الإسلامي من قِبل مجموعة من كبار علماء الأزهر الشريف بمختلف اختصاصاتهم، مما أعطى هذه الموسوعة رصانة علمية وغنى معرفي.
يهدف البحث الرئيس لهذه الدراسة إلى تحليل الجهود اللغوية المبذولة المتجسدة في هذه الموسوعة واستكشاف تأثيرها العميق على فهم القرآن الكريم. يكتسب هذا المسعى أهمية قصوى ليس فقط لإثراء الخطاب العلمي ولكن أيضًا لتعزيز صلة أعمق بين القرآن والعالم المعاصر خاصة فيما يرتبط بالشباب وطموحاتهم، عبر مقاربة تحليلية واستقرائية.
تؤكد هذه الدراسة على المساهمة القيّمة للموسوعة في تسهيل تحليل دقيق للفروق اللغوية الموجودة داخل القرآن الكريم للجيل الصاعد، عن طريق شرح التباينات الدلالية بدقة وتسهيل طرق الوصول إليها إضافة لتبيان الجانب الإعجازي بصورة أوضح، تعمل الموسوعة على تعزيز فهمنا للمعاني الدقيقة المضمنة في الآيات القرآنية، وبالتالي إثراء كل من الدراسات اللغوية والبلاغية لهذا النص المقدس لإيصال مجموعة أكبر من معانيه. علاوة على ذلك، يسلط البحث الضوء على أهمية الفروق اللغوية ليس فقط في فك رموز النصوص الدينية ولكن أيضًا في تعزيز التواصل الفعال واثراء اللغة. تمتد هذه الدراسة لتشمل تداعيات مجتمعية أوسع، إدراكًا للأثر المحوري للدراسات اللغوية في التعليم الديني، تدعو الدراسة إلى دمج مواد مثل موسوعة الفروق اللغوية في المناهج التعليمية، عبر الاستفادة من هذه الموارد، يمكن للمعلمين تنمية فهم أعمق للقرآن الكريم بين الطلاب، وبالتالي تنشئة جيل مجهز بالأدوات اللازمة للتعامل مع تجليات الخطاب الديني المعاصر.
في ضوء نتائج الدراسة، يتم اقتراح سلسلة من التوصيات التي تشمل مجموعة من المبادرات تتراوح بين تشجيع إجراء دراسات إضافية حول الفروق اللغوية إلى الدعوة إلى الاستفادة من موارد مثل الموسوعة في تعليم اللغة العربية والقرآن الكريم في التعليم الأكاديمي. وتبين الدراسة المستوى المعرفي المتين للمشرفين وتمتعهم برصانة علمية عالية لتقديم مثل هذا العمل الكبير علاوة على ذلك، تدعو الدراسة إلى بذل جهد مضاعف لتعزيز إتقان اللغة العربية بين الشباب، وبالتالي الحفاظ على الهوية الثقافية العربية وتعزيز التفاهم الديني والثقافي بين أبناء البلاد العربية احتفاءً بلغتهم. تتخيل هذه الدراسة مستقبلًا يكون فيه النسيج الغني للفروق اللغوية داخل القرآن الكريم بمثابة محفز لفهم ديني وفكري أعمق للقيم السماوية والالتزام بالتعاليم الدينية.