بهاء مهدي مظلوم دويج | فلسفة في ( الشريعة والعلوم الاسلامية) |
مُلخّصُ الأطروحة:
عُرِّفَ التّحقيقُ: بأنّهُ السّعيُ لإخراجِ النّصِّ التّراثي طبقًا لما يُريدهُ المصَنِّفُ، معَ حلِّ مشكلاتِهِ والكشفِ عن غوامضِهِ.
ولمَّا كان موروثُنا الاسلاميِّ مفخرةَ الامّةِ وأساسَ بنائِها لا سيَّما ما اتَّصلَ منه بكتابِ الله المجيد؛ لذا وجبَ الاهتمامُ به، وإعادةُ الحياةِ الى ما دُفِنَ منه، والعملُ على إحيائهِ واستثمارِهِ؛ من أجلِ الحفاظِ على ما بقيَ منه من الضياعِ والنسيانِ والإهمالِ، كما جرى على العديدِ من المؤلفاتِ التي ذكرها أصحابُ السّيرِ والتّراجمِ في مؤلّفاتِهم ولا نجدها اليوم، بُغيةَ تقريبهِ إلى أذهانِ الأجيالِ المتعاقبةِ وتشجيعهم على الإحساسِ بقيمتهِ، وشدِّهم إليهِ ودراستهِ على الأُسسِ العلميّةِ الصّحيحةِ.
وفي مُقدّمةِ المؤلّفاتِ التّراثيّةِ المُتّصلةِ بالقرآنِ الكريمِ كتبُ التّفسير، والتي تبحثُ في بيانِ معاني كتابِ اللهِ المجيد، وفهمِ وتوضيحِ مفاهيمِ القرآنِ ومقاصدِهِ؛ واستخراجِ كنوزِهِ الثّمينةِ وأسرارهِ البليغةِ، ومن هذهِ الكتبِ: مخطوطٌ تفسيريّ للملّا مُحسن القزوينيّ، والذي سطَّرَ بقلمِهِ الإبداعي الجميلِ صفحاتٍ من تفسيرِ القرآنِ العزيز سمّاهُ: ( نورُ التَّوفيقِ وكشفُ التّدقيق).
وقد امتاز هذا التّفسيرُ بميّزاتٍ عديدةٍ، منها:
. ردُّهُ على العديدِ منَ الآراءِ اللّغويةِّ والنّحويّةِ، وبيانُ صحيحِها من سقيمِها، وقد ناقشَها بالأدلّة الصّحيحةِ.
. تضمَّنَ تفسيرُهُ مناقشاتٍ تفسيريّةً لكبارِ المُفسّرينَ ومن كلا المدرستينِ، كالشّيخِ الطّبرسيّ والعلّامتينِ الزّمخشريّ والبيضاويّ، مُبيّنا آراءهم مناقِشًا إيّاها.
. وقد اعتمدَ في بيانِهِ للمعنى التّفسيريّ على الرّواياتِ المأثورةِ عن أئمّةِ أهلِ البيتِ ، كما استخدَمَ الاتجاهَ الّلغويَّ في التّفسيرِ.
. كما اتّبعَ المُصنِّف المنهج التفسيري الكامل في تفسيره.
. كثيرًا ما يستدلُّ لآرائهِ وترجيحاتِهِ التّفسيريّةِ بالأدلّةِ الرّوائيّةِ والشّواهدِ اللّغويّةِ والشّعريّةِ.
. أولى المصنِّفُ القراءاتِ القرآنيّةَ اهتمامًا كبيرًا، ذاكرًا أصحابَها وحججَهُم.
ممّا ساهمَ في اختيارِ هذا المخطوطِ التّفسيريّ؛ ليكونَ موضوعًا للدّراسةِ والبحثِ؛ لأجلِ الإفادةِ من علومِهِ ومعارفِهِ وما تضمَّنَهُ من مناقشاتٍ مختلفة؛ وكذلك لتعريفِ الباحثينَ والقرّاءِ على الجهدِ التّفسيريّ القيّمِ للمصنِّفِ؛ ولتسليطِ الضّوءِ على علمٍ من أعلامِ مدرسةِ أهلِ البيتِ ، برزَ في القرنِ الثّاني عشرَ الهجري، لهُ العديدُ من المصنَّفاتِ وفي مختلفِ العلومِ والفنونِ وكانَ من أبرزِها هذا التّفسيرُ.
وسيتمُّ بعونِ اللهِ تعالى في هذهِ الدّراسةِ تحقيقُ القسمِ الثّاني منَ الجزءِ الأوَّلِ ودراستُهُ، أي: منّ الآيةِ (35) من سورةِ البقرةِ إلى نهايةِ الجزءِ الأوّلِ منّ المصحفِ الشَّريفِ.