أنسام عادل جاهل الخزعلي | لغة القرآن وآدابها |
الخلاصة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أجزل لعباده العطاء ، وهداهم بهديه ، وأنار لهم سُبل رحمته ، وأثابهم بالبصيرة والبصر ، وأفاض عليهم بفيوضات إحسانه ، وأخافهم بعظيم جبروته وسلطانه ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه وخاتم أنبيائه ورسله : محمد بن عبد الله
وبعد؛
تمالحت لغة العرب بهدير القرآن ، وارتفع سَمتها وغنت ، وتعطّرت بمسك الرحمة والجبروت ، وتفتقت رُباها عن روائع من ودق السماء ، فتواردت فيها لُجَجُ الأقلام ، وازدانت بتراكيبها المفاتُن ، فأنارت للقومِ سُبلهم ، بما تتملكه تلك اللغةُ من مفاتن وعبرٍ ، فكانت مصباحًا أنار مــــشكاة الأرض ، وأصبحت مــيدانًا ثــرّا لكلِّ راكبٍ في أفانينِ القول فـــركبنا الموجةَ بحثًا عمّا جادت به تلك اللغة من رسائل قد تصاحبت مع ما توارد فيها من لمحاتٍ حجاجيةٍ كشفت عنها عناصرُ اللغة المكوّنةُ لذلك النصّ المقدّس ، متتبعين في ذلك البذرة َالتي غُرِست بأنامل المرحوم الأستاذ الدكتور: قيس حمزة الخفاجي -والأستاذ الدكتور: كاظم جاسم العزاوي في كتابهما الموسوم: الرسالة المصاحبةُ منطلقاتٌ تأسيسيةٌ وتطبيقيةٌ ، فعملت الباحثة على نقل تطبيق ما اجترحاه من مفهومٍ لها وتطبيقه واستكناه مواطن حضوره في القرآن الكريم بالأطروحة الموسومة : ( الرسالة المصاحبة في القرآن الكريم دراسة حجاجية )وهو عنوان مقترح من لدن الأستاذ الدكتور : مسلم مالك الأسديّ .
وتبعًا لمقتضيات الموضوع فقد تضمّنت الرّسالة على تمهيدٍ وخمسة فصولٍ ؛ اهتم التمهيدُ بكشفٍ مفهومي لمفردات العنوان .
وتفرد الـــفصلُ الأولُ بـــدراسة الظـــواهر الـــلغوية التـــي تــــــواتر ورودها في النصّ القرآني
واحتوت في مظانها على رسالةٍ مصاحبة .
وجاء الفصل الثاني مترافقًا ضمن مدارات الأفعالِ الكلاميةِ ، ومحاولة بيان أثرها في تحقيق المصاحبة .
وتبع ذلك فصلًا ثالثًا اهتم بدراسة الحجاجِ اللغويّ حسب مفهوم (ازفالد ديكرو) وبيان أثره في تحقيق الرسالة المصاحبة .
وكان الفصل الرابع مكتنزًا بما تفردت به لغة القرآن من عناصر موسيقية أسهمت بنيتها الصوتية في تحقيق الرسالة المصاحبة .
وخُتمت الدراسةُ بالفصل البياني الذي ذهب نحو تُخُوم المعاني الثّواني ( معنى المعنى ) وما حقّقه ذلك للنصّ من فرادةٍ وللقرآن من إعجاز في نظمه ومعناه .
وخُتِم كلّ ذلك بخاتمةِ بيّنا فيها أهم النتائج التي تضمّنها الموضوع ،وشفعنا ذلك بقائمةٍ للمصادر والمراجعِ التي استعملت في الدراسة ، وكان أهمها كتاب الله العظيم أول المصادر، ومن ثمّ كتب التفسير ، وكتب النقد والبلاغة ، وغيرها من الكتب المتخصّصة بالموضوع وجوانبه .
وقد حبا الله هذه الدراسةَ بمشرفينِ وضعا بصماتهما عليها ، فكانت الرحلةُ الأولى مع الأستاذ الدكتور مسلم مالك الأسديّ، واكتملت مع الأستاذ المساعد الدكتور ليلى سعد الله فلهما منّي خالص الشكر والامتنان وأدعو لهما بوافرِ الصحة والسّؤدد والانمياز
وفي ختام هذه الرحلة الماتعة أقول إنّ ما قُدّم من عمل كان متوافقًا مع تراكماتٍ اجتماعيةٍ قد تكون مؤثرةً في كمالهِ ولكن حسبي ما بذلتُ من جهد ، فالكمالُ لله وحده
وآخر دعونا أن الحمد لله ربّ العالمين .