المقدمة :
ادت الجامعات دوراً أساسياً وبارزاً في المجتمعات, وذلك لمساهمتها المباشرة في التقدم العلمي والحضاري من خلال كلياتها, وكما هو الحال في دول العالم, فقد اتجه العراق نحو تعزيز وزيادة الكليات الأهلية التابعة لمؤسسات التعليم العالي بمختلف أنواعها وتخصصاتها ,مما زاد ذلك في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية, ولكي تحقق هذه الكليات ما تقدم ذكره فإنها تحتاج إلى عقول قيادية متميزة تـتجسد بعمداء الكليات ومعاونيهم ورؤساء الأقسام العلمية, وتعد السمات القيادية من العناصر الفاعلة والمكونة لشخصية المجتمع قيد الدراسة, وتمثل المؤشرات التي تشجع على تبني الخلق وبيان القدرة على اتخاذ القرارات وصياغة النسيج الثقافي, والإسهام الفاعل في تطوير مهمات الكليات الأهلية لتحقيق أهدافها الاستراتيجية. ومن المعروف أنّ التحدي الكبير الذي تواجهه مؤسسات التعليم العالي الحكومية بشكل عام والأهلية بشكل خاص يتحدد بسلسلة من التغيرات والأزمات التي تختلف في طبيعتها وحجمها , لذا فإنّ مواجهتها تطلب بناء آلية تتضمن مجموعة من القدرات تشمل مكونات ملموسة وغير ملموسة والتي تتصف بقدرتها على استيعاب الطبيعة المتغيرة لواقع العمل بما يحمله من تطورات هائلة, وتغيرات متزايدة في عمقها واتساعها.
من هذا المنطلق فإنّ الدراسة الحالية تسعى إلى تناول ودراسة العلاقة بين القيادة الخّلاقة كمتغير مستقل وأثرها في تطوير القدرات التنظيمية الديناميكية كمتغير تابع, إذ تم هيكلة الدراسة على أربعة فصول, انقسم الفصل الأول إلى مبحثين تناول الأول بعض الدراسات السابقة بينما اختص الثاني بمنهجية الدراسة, كما تم تقديم الجانب النظري للدراسة في الفصل الثاني وعلى ثلاث مباحث , اهتم الأول بالقيادة الخّلاقة في حين خصص المبحث الثاني للقدرات التنظيمية الديناميكية اما الثالث فتناول فركز على العلاقة بين متغيري الدراسة , أمـا الفصل الثالث فتناول الجانب التطبيقي للدراسة حيث شمل مبحثين ضم الأول وصف وتشخيص نتائج متغيرات الدراسة واحتوى الثاني على اختبار فرضيات الدراسة , وجاء الفصل الرابع بمبحثين أهتم الأول بالاستنتاجات وتضمن المبحث الثاني مجموعة من التوصيات.