ثنائية القوة والضعف في القرآن الكريم (دراسة تفسيرية)

أحمد حسين عبد جبار الشريعة والعلوم الإسلامية

الخلاصة

عرضت في هذه الدراسة ثنائية القوة والضعف في القرآن الكريم ، فيعد هذا الموضوع مهما؛ لصلته بحياة البشر ، إذ يتطلب من الفرد أن يمتلك القدرة, التي تعد وسيلةٌ من وسائل صنع الحياة ، وتحقيق المبادئ الحقة فيها ، وفي الوقت ذاته أن يبتعد عن مصادر الضعف ؛ لكي يستطيع أداء ما كلف به ، إضافةٌ لممارسة شؤون حياته اليومية .
فيحث الدين الإسلامي على استعمال القوى التي يمتلكها الإنسان في مجالات الخير ، لا في مجالات الشر والفساد ، ويجب أن يكون ذلك ثابتا في كل زمان ومكان ، فلا يسمح الإسلام للأفراد أن يستخدم تلك الطاقة فيما لا يريده الله ، وفي الوقت نفسه لا يريد للبشرية أن تكون ضعيفة خائفة مستسلمة للطغيان ، بل عليها مناهضة الظلم والعدوان لينتقل الحديث إلى بيان روافد وأنواع القوة والضعف ، والألفاظ ذات الصلة .
وتضمن البحث نظرة القران الكريم لهذه الثنائية عند الإنسان ، فهل ينظر القرآن للفرد بأنه يمتلك القوة التي تكتسح كل شيء أمامها في هذه الحياة ، فلا يصيبها الضعف ، وبالتالي تكون قدرته مطلقة ؟ ، أم إنه ينظر للشخص بأنه كائن حي ضعيف ، لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ، أم لا هذه ولا تلك ، بل له وجهةٌ أخرى ، وهذا ما يتم بيانه في طيات البحث .
وعرجَّت هذه الدراسة على بيان جانب الإلزامي في العبادات مع إمكانية إعطاء الرخص فيها للمكلفين ، وهذا خاصا في حالات الضعف التي تحصل لدى المكلف ، وفق ضوابط حددتها الشريعة الإسلامية ، ثم بينت محصلة هذه الثنائية ، وانتهت بأهم النتائج والتوصيات .