زينه إبراهيم مزهر الغانمي | لغة القرآن وآدابها |
الخلاصة
الحمدُ لله بارئ الخلائق أجمعين ، والصلاة والسلام على أشرفِ الأنبياءِ والمرسلين محمد وعلى آله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لا سيما بقية الله في العالميين روحي وارواح العالمين لتراب مقدمه الفداء سيدي ومولاي صاحب العصر والزمان(عجل الله تعالى فرجه الشريف).
ولمّا كان الاشتغال به شرفًا عظيمًا جعلتُ البحثَ فيه فرصة لنيل شيٍء من ذلك الشرف العظيم ، ومنطلقًا للتقرب من الله سبحانه وتعالى ، ومن هنا اخترت دراسة((التعليل اللغوي في كتب قراءات القرن السادس الهجري))، وقد ساعدتني مشكورةً في أختيار هذا الموضوع الإستاذة المساعدة الدكتورة رفاه عبد الحسين مهدي، وكان لي الشرف أن تكون مشرفة على رسالتي ولكنها اعتذرت عن ذلك لظروف صحية، فأوكل الإشراف إلى الإستاذ المساعد الدكتورة فائزة ثعبان منسي الموسوي وكانت صاحبة الفضل بكمال هذا العمل واخراجه بأجمل صورة وادعو الله لهما بالصحة والعافية، وقد حظيت القراءات القرآنية بإهتمام العلماء في مختلف العصور، فعكفوا على دراسة وجوهها، واستنباط علوم العربية منها, فكانت دراستي مختصة بكتب قراءات القرن السادس الهجري ،الذي أنماز عن غيره من القرون بكثرة كُتب القراءات القرآنية التي تم احصاءها أربعة عشر كتابًا ، وجدير بالذكر أن علماء هذا القرن متفاوتون فيما بينهم؛ إذ توزع هذا التفاوت على عدة جوانب فكان منها ما يتحدث عن حجج تلك القراءات وعللها وأسباب الاختلاف فيها وأهم هذه الكتب هي: الجمع والتوجيه لما نفرد بقراءته يعقوب، لأبي الحسن الرعيني الإشبيلي (539هـ) تحصيل الهمزتين ،لأبي الأصبغ السّماتي الإشبيلي(560هـ)، ومفاتيح الأغاني في القراءات والمعاني ، لأبي العلاء الكرماني(563هـ)، والموضح في وجوه القراءات وعللها ، لابن أبي مريم الشيرازي (565هـ) أمّا الكتب المتبقية فقد كانت كتب تختص بذكر القراءة فقط.
وقد اقتضت طبيعة البحث أن يُقسم على ثلاثة فصول ، وتمهيد، مسبوقًا بمقدمة، وختم البحث بخاتمة ضمّت النتائج التي توصلت إليها الدراسة ، والجدير بالذكر أني لم اجعل للمستوى الدلالي فصلًا مستقلًا لقلة التعليل اللغوي ، فيه وإنما ذكرت كدلالة معجمية سياقية فقط، وذكرتها في المستويات الصوتية والصرفية والنحوية، وإمّا التمهيد فقد بيّنت فيه مفهوم التعليل اللغوي لغة واصطلاحًا مع ذكر نبذة عن علماء القرن السادس الهجري .
ودرست في الفصل الأول، المسائل الصوتية في ثلاثة مباحثَ، الأول للإدغامِ ، والثاني للإمالةِ ، أمّا الثالث فخصص لموضوع تحقيق الهمز وتسهيله.
فجاء الفصل الثاني بعنوان التعليل الصرفي فدرست فيه المسائل الصرفيه وتم توزيعه على أربعةِ مباحث، خصصت الأول منها للبحث: ما قرئ بالضم والفتح والكسر من الأفعال، وعلة ذلك، وخصصت الثاني للبحث ما قرئ بالضم والفتح والكسر من الأسماء، أمّا الثالث فخصص للبحث في التعليل بالتخفيف والتشديد، وخصص الرابع للبحث فيما قُرئ للمبني للمجهول وعلة ذلك.
وأمّا الفصل الثالث فقد خصص للبحث في المستوى النحوي، وقسم على أربعة مباحث، تحدثت في الأول منها عمّا قُرئ بالرفع والنصب والجر من الأسماء وما قُرئ بالرفع والنصب من الأفعال، وتحدثت في الثاني عمّا قُرئ بالحذف ، وتحدثت في الثالث عمّا قُرئ بالتذكير والتأنيث، وتحدثت في الرابع عمّا قُرئ بالإفراد والجمع وعلة ذلك, والمنهج اللغوي الذي اتّبعته في كتابة فصول الرسالة هو المنهج الوصفي التحليلي الذي يقوم على جمع مادة البحث الواردة في كُتب قراءات القرن السادس الهجري، وما فيها من علل لغوية ثم تحليلها ودراستها، وبيان آراء النحاة فيها.
وأمّا الطريقة التي اتبعتها الباحثة في كتابة الرسالة فهي أنّني أبدأ بذكر النص القرآني ،ثم ذكر العلل الغوية التي ذكرتها كتب قراءات القرن السادس الهجري ، وأذكر حجة تلك القراءة ، ثم أذكر آراء اللغويين القدماء، وأوجه الاختلاف والاجماع فيها، ثم انتقل إلى كُتُب التفسير ، فأذكر آراء أصحابها في المسألة المدروسة ،واختم المسألة بذكر آراء المحدثين, وكان أختياري للنصوص انتقائياً مبيناً على أختيار النماذج التي يرد فيها التعليل واضحًا وصريحًا في كتب قراءات القرن السادس الهجري.
وفي الختام أقول : يعلم الله أني لم أدخر جهداً وقتتًا من أجل اتمام هذا العمل وإن هذا العمل ما هو إلا مجهود بشري ،لايخلو من النقص والخطأ، كما جاء في التنزيل ((رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا))[ البقرة:286]،فأن وُفقت فيه فبفضل الله ونعمته وتسديده ،وإن أخطات فما أنا إلا بشر أصيب وأخطئ، وأسال المولى سبحانه وتعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأن يجعل هذا العلم خالصًا لوجهه الكريم ، وإن يتقبله قبولًا حسنًا ، والحمد لله رب العالمين.