المرجعيات الدينية في شعر علي الفتال دراسة بلاغية

سرمد محمد بكر السعدي فلسفة في لغة القرآن وآدابها

الخلاصة:
إن الشعر شأنه شأن سائر النصوص الادبية يخضع للاقتباس والتضمين , وخير الاقتباس ما كان من آيات القرآن الكريم أو من كلام السنة النبوية الشريفة وآل البيت الكرام , فأبلغ النصوص بشكل قطعي هو الكتاب الكريم , سواء كان الاقتباس بشكل مباشر أو غير مباشر , وقد سار الشعراء على هذا المنهج من الاقتباس قديما وحديثا ؛ لغرض تقوية المعنى وإيصال الفكرة وجذب القارئ, ومنهم الشاعر الكربلائي المرحوم علي الفتال الذي كان للأثر الديني دور بالغ في اشعاره, وقد اخترنا عنوان لهذه الدراسة (المرجعيات الدينية في شعر علي الفتال دراسة بلاغية) وقد انتهت الدراسة إلى إنَّ الشاعر الفتال – موضوع الدراسة- هو نموذج من شعراء هذه المدينة المقدسة , والعراق ايضاً, فهؤلاء طبقة من المثقفين تنوعت مصادر ثقافتهم إلاّ أنهم بكلّ ما تضمنه من آيات كريمة وحديث شريف أهم مصادر ثقافتهم .
ولَم يقتصر استعمالُ شّعرِاء هذه المرحلة للمرجعياتِ الدينيةِ عَلى النزوعِ الدّينيِّ لديهم، بل وظفَّوا تلك المرجعياتِ أيضًا في الحثِّ على الجهادِ في سبيلِ اللهِ، ومناصرةِ الوطنِ وحمايتِه، ودعمِ عقيدته الدينية، والتّرسيخِ لبعضِ القِيَمِ الأخلاقيّةِ…إلخ.
وتضمنت نتاجات الفتال أكثر الأساليب البلاغية العربية ولعل الباعث إلى ذلك اتساع منجزاته الأدبية عامة والشعرية خاصة على امتداد حياته , وتعدد أغراضه التي نضد فيها, وهي دليلٌ على إجادةِ الفتّالِ لتصريفِ الكلامِ العربيِّ في وجوهِه المُختلفةِ، واستنطاقِ الدّلالةِ المُرادةِ عن طريق هذه المرجعيّاتِ بِمَا يُوقِفُ المُتلقِّي عَلَى المقصدِ بِلا كَدٍّ ولَا نظرٍ طويلٍ.
وتقترح الباحثة أن تدرس المرجعيات الثقافية -غير الدينية- في شعره , وأن يسلط الضوء على شعراء هذه المرحلة الذين لم تتعرض نتاجاتهم للدراسة بعد.